أبو الفداء مدير الموقع
عدد الرسائل : 1775 العمر : 41 العمل/الترفيه : حياتي كلها لله المزاج : هادئ إلا إن انتهكت حرمات الله الدولة : سورية المدينة : بانياس الساحل تاريخ التسجيل : 19/12/2008
| موضوع: لا تيأسي الخميس يناير 22, 2009 1:56 am | |
| لا تيأسي
عبد الرحمن صالح العشماوي «وقفة شعرية مع الطفلة «مها» التي شهدت قتل أهلها جميعاً في مجزرة «غَزَّة» الأخيرة، ورأتْ أشلاءهم تتطاير مع أطباق عشائهم».
في ليلةٍ مقتولةِ الأَسحارِ *** محروقةٍ أثوابُها بالنَّارِ ساعاتها مشحونةٌ بمواجعي *** مبلولةٌ بدمي ودمعي الجارِي ظَلْماؤها فُجِعَتْ بما شهدْته من *** آثار موقع بيتنا المُنْهارِ في ليلةٍ لَيْلاءَ باتتْ «غزَّةٌ» *** تحت اللَّظى، وقذائف الأَخطارِ باتتْ يُحاصُرها الدُّخَانُ، فما ترى *** إلاَّ اختلاطَ دُخَانِها بغبارِ وترى خيالاً من وراءِ رُكامها *** لمَّا دَنَا، فُجِعَتْ بمنظر «عارِي» يمشي على الأَشلاءِ مِشْيَةَ حانقٍ *** لم تَخْلُ من وَهَنٍ بها وعِثارِ مَنْ أنتَ يا هذا؟ سؤالٌ جامدٌ *** في ليلةِ التَّرويعِ والإِهدارِ أنا مسلمٌ - يا قومُ - أَسْترُ عورتي *** لكنْ ردائي ضائعٌ وإِزارِي أنا واحدٌ من أسرةٍ مدفونةٍ *** تحتَ الثَّرى المخلوطِ بالأحجارِ أنا واحدٌ من أهلِ غَزَّةَ في فمي *** ذكر الإلهِ ودعوةُ الأخيارِ لا تسألوني، إنَّ في قلبي اللَّظَى *** مما جنى الباغي، وَوَمْضَ شَرارِ هلاّ بحثتم في الرُّكامِ، فإنني *** ما عُدْتُ أملك حيلتي وقرارِي أين الصِّغارُ، وللسؤال مَرارةٌ *** فوقَ الِّلسانِ، فهل يجيب صغاري؟! أشلاؤهم صارتْ تُضيء كأنجمٍ *** تحتَ الرُّكامِ نَقيَّةِ الأنوار أين النِّساءُ؟، روى الدَّمارُ حكايةً *** عن معصمٍ وحقيبةٍ وسِوَارِ عن راحةٍ مقبوضةٍ تحت الثَّرى *** فيها بقايا مِسْفَعٍ وخِمارِ يا ليلةً سوداءَ أَقْفَرَ صمتُها *** إلاَّ من الآلامِ والأكْدارِ فكأَنَّها الغُولُ التي وصفوا لنا *** قَسَماتها في سالفِ الأخَبارِ في وجهها ارتسمتْ لنا صورُ الأسى *** وبدت ملامحُ قبْحها المتوارِي ساعاتُها امتشقتْ حساماً كالحاً *** من طولها، ورمَتْ به إِصراري من أين جاءت ليلتي بظلامها *** حتى أجاد مع الهمومِ حصارِي؟؟ من أيِّ بحرٍ يستقي الليلُ الدُّجَى *** ومتى تسير مراكب الإبحارِ؟؟ وبأيِّ ثَغْرٍ تنطق الدَّار التي *** فُجِعَتْ بموتِ جميعِ أهل الدَّار؟؟ ماذا أقول لكم وبستان الرِّضا *** أمسى بلا شجر ولا إثمارِ؟! ماذا أقول، ولست أقدر أنْ أرى *** أهلي وأطفالي، وهم بجواري؟! لمّا دَنَا وجهُ الظلام تجمَّعوا *** كي يستريحوا من عَناءِ نَهَارِ أين العشاء؟، تحدَّث الصاروخ عن *** طَبَقٍ تطايرَ ساعةَ الإِعصَارِ عن كِسْرةٍ من خُبْزَةٍ شهدتْ بما *** يُخفي ركامُ البيتِ من أسرارِ أين العَشاءُ؟ لدى الشظايا قصةٌ *** عن بيْضَةٍ سلمتْ من الأَضرارِ حَلَفَ الحُطامُ لنا يميناً، أنَّها *** مسكونةٌ بالعزمِ والإصرارِ ولربما صارت - على طول المدى- *** حجراً يحطِّم جبهةَ المُتمارِي أين العشاءُ؟، دع السؤالَ فربما *** سمع السؤالُ إجابةَ استنكارِ إسألْ عن الأُسَر التي اختلط الثرى *** بدمائها، عن هَجْمةِ الكفَّارِ إسألْ «مَهَا» عن أهلها فَلَرُبّما *** سردتْ حكايةَ جرحها المَوَّارِ ولربَّما رسمتْ ملامحَ دارِها *** لمَّا غدتْ أثراً بلا آثارِ ولربما وصفتْ ظَفيرةَ أختها *** تحتَ الرَّكامِ، ووجهَ بنتِ الجارِ إسألْ «مَهَا» عن ظالمٍ لا يَرعوي *** عن قَتْل ما يلقى من الأَزهارِ اسأل «مها» عن أمِّها كيف اختفتْ *** في ليلةٍ مهتوكةِ الأستارِ في ساعةٍ دمويةٍ شهدتْ بما *** في أمتي من ذِلَّةٍ وصَغارِ شهدتْ بأنَّ الغربَ أصبحَ لا يرى *** إلاَّ بعينِ الفأْسِ والمِنْشارِ إسألْ «مَهَا» عن غَزَّةٍ، وانظُرْ إلى *** آثار ما اقترفتْ يَدُ الأشرارِ وابعثْ إليها دَعْوَةً ممهورةً *** بالحبِّ، وابعثْ صرخةَ استنفارِ يا غَزَّةَ الألم الذي سيظلُّ في *** أعماقنا لهباً لجذَوْةِ نارِ غاراتُ شذَّاذ اليهودِ رسالةٌ *** غربيَّةٌ محمومةٌ الأفكارِ كُتِبَتْ هنالكَ في مصادرها التي *** تختال فيها شَفْرَةُ الجزَّارِ بُعِثَتْ إليكِ على بريدِ خيانةٍ *** متكفِّلٍ برسائلِ الفُجَّار لو تسألين القدسَ عمَّا أرسلوا *** لروى حكايةَ مدفعٍ ثَرْثَارِ وروى حكايةَ غافلٍ متشاغلٍ *** عن وجهك الباكي بلِعْبِ «قِمار» لو تسألين «جِنينَ» عنها أَخبرتْ *** عن مُرسلٍ ومراسلٍ، غدَّارِ وتحدَّثتْ عن بائعٍ ما زال في *** غَمَراتِه يرنو لدرهم شارِي لو يستطيع لباع كلَّ دقيقةٍ *** من عمره المشؤومِ بالدُّولارِ يا غَزَّةَ الأملِ الكبيرِ، تكشَّفَتْ *** حُجُبٌ فبانتْ سَحْنَةُ السِّمسارِ وتخفَّف الليلُ البَهيمُ من الدُّجَى *** فبدتْ ملامحُ ظالمٍ ومُماري يا غَزَةُ احتسبي جِراحَكِ إنني *** لأرى اختلاطَ الفجرِ بالأَسحارِ لا تجزعي من منظر السُّحُب التي *** تُخْفي كواكِبَنا عن الأَنْظارِ سترين تلكَ السُّحْبَ تَنُفُضُ ثوبَها *** يوماً بما نرجو من الأمطارِ يا غزَّة الجُرْح المعطَّر بالتُّقَى *** لا تيأسي من صَحْوةِ المليارِ لا تيأسي من أمةٍ، في روحها *** ما زال يجري مَنْهَجُ المُخْتَارِ | |
|
الأسيف عضو متألق
عدد الرسائل : 193 العمر : 36 العمل/الترفيه : طالب جامعي المزاج : الحمد لله على كل حال الدولة : سوريا المدينة : كل الأرض بلادي تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: رد: لا تيأسي الخميس يناير 22, 2009 2:38 am | |
| | |
|
أبو الفداء مدير الموقع
عدد الرسائل : 1775 العمر : 41 العمل/الترفيه : حياتي كلها لله المزاج : هادئ إلا إن انتهكت حرمات الله الدولة : سورية المدينة : بانياس الساحل تاريخ التسجيل : 19/12/2008
| موضوع: رد: لا تيأسي الخميس يناير 22, 2009 2:42 am | |
| شكرا للمرور والتعليق أخي الفاضل | |
|