نعم للحاسب ...ولكن!!انتشر اليوم استخدام الحاسب الآلي في أنحاء العالم . والعالم الإسلامي جزء من هذا العالم الواسع حتى أصبحت مقولة : ( الأمية ألّا تعرف الحاسب ) مقولة قابلة للنقاش على الأقل في عصرنا .
ورافق القفزات الهائلة في هذا العالم الحاسوبي انتشار طائفة من البرامج العلمية والشرعية وانتشار مواقع دعوية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت ).
وما من شك في أن لهذا الجهاز أهميته وفوائده حين نحسن استخدامه .
فالبرامج العلمية والموسوعات تتيح قدرات وإمكانات هائلة في البحث والمراجعة وتوفر إمكانات النسخ واللصق وقتا لأولئك الذين يستخدمون الحاسب في تحرير أبحاثهم وتدوينها كما تخدم برامج تحرير النصوص وقواعد البيانات طائفة ممن يسعون لضبط أعمالهم وإدارتها فهي تهيئ للباحث إمكانات وقدرات لاتهيئها له غيرها من الوسائل والأدوات وتوفر قدرا من الوقت والجهد.
والحاسب اليوم يتخطى حواجز كثيرة ويخاطب فئات لايمكن مخاطبتها بالوسائل العادية ويوفر قدرا من الأموال والجهود التي تصرف في غيره من وسائل الخطاب .
ويخدم الحاسب اليوم التعليم الذاتي فيستفيد منه طائفة ممن لاتتيسر لهم أسباب التعليم.
ولكن التعامل مع هذا الجهاز ينبغي أن يكون باعتدال فمع التأكيد على أهمية الاستفادة منه واستثمار إمكاناته فإن هناك جوانب عدة يجب أن توضع في الاعتبار :
الأول :
لابد من الحذر من أن تطغى مساحة الاهتمام والتعامل مع هذا الجهاز على المساحة المتاحة للكتاب والقراءة فلا غنى لطالب العلم عن القراءة والجلد فيها والمكابدة والحاسب بمايوفره من متعة وسهولة في التعامل ربما كان أكثر إغراءا في إغفال أهمية القراءة.
الثاني:
يخدم الحاسب في سرعة الوصول إلى المعلومة بل ربما لايمكن الحصول عليها من غير طريقه لكن لابد من الحذر من الاعتماد عليه وحده في البحث إذ إن ذلك يعني ألا تكون للباحث صلة بالكتاب وألا يعرف طريقة المؤلف في ترتيبه وتبويبه .
الثالث :
نظرا لأن الحاسب يعمل بطرقة آلية صرفة فكثيرا ماينفي الباحث وجود معلومة في الكتاب والسبب في ذلك أنه أخطأ في إدخال الكلمة أو استخدام كلمة مرادفة لما في الأصل أو أن مُدخل النص وقع في تصحيف أو تحريف وما أكثر ذلك.
الرابع:
كان السلف يحذرون كثيرا من التصحيف والتحريف في الكتب ولذا كان الوقوع في آفتي التصحيف والتحريف من مؤيدات مقولة
من كان أستاذه كتابه كان خطؤه أمثر من صوابه )ولئن كانت الكتب المطبوعة تعاني من هذه الآفات فالبرامج الحاسوبية اليوم لها نصيب مابين سقط وخطأ في إحالة وخطأ في تخريج وتصحيف وتحريف خاصة أن كثيرا من أعمال الحاسب يتم إدخالها على أيدي فنيين ونساخ غير مختصين إضافة إلى أن حمَّى المنافسة تدفع للتسرع في إخراجها قبل نضجها .
ولعل من الأخطاء الطريفة في هذا الباب ماوقع في أحد برامج الحديث الشريف في كتاب صحيح مسلم إذ كتب فيه
باب: جواز إرداف المرأة الإنجليزية ) والصواب : الأجنبية.
الخامس:
الجرأة على استخدام البرامج غير الأصلية والاعتداء على حقوق المؤلفين وقد أفتت مجامع شرعية عدة بتحريم ذلك ومنعه فلا أقل من الورع خاصة في استخدام البرامج الشرعية .
السادس:
الحاسب يستهلك وقتا هائلا من بعض من يتعامل معه فلابد من الحذر من استهلاك الوقت وضياع ساعات العمر .