عسى الله يغفر ذلتي
نظم الشافعي رحمه الله تعالى هذه القصيدة وهو على فراش الموت:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلمــا
تعاظمنـــي ذنبـي فلمـا قرنتـــه
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
فما زلت ذاعفوعن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منــّــــــة وتكرمــــــا
فلولاك لم يصمد لإبليس عابـــد
فكيف وقد أغوى صفيَّك آدمـا
فلله درُّ العارف النـّدب إنــــــــه
تفيض لفرط الوجــــد أجفــانه دمـــا
يقيم إذا ما الليل مــــد ظــلامــــه
على نفسه من شــدة الخــوف مأتـمـــا
فصيحاإذاماكان في ذكرربه
وفي ماسواه في الورى كان أعجمـا
ويذكر أياما مضت من شبابه
وماكــان فـيــهــا بالجـهــالــة أجـرمــــــا
فصار قرين الهم طول نهاره
أخـا الشّـُهـد والنـجـوى إذا اللـيـل أظلمــا
يـقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتـي
كــفى بك لــلرَّاجلــين سُــؤلا ومـغنمــــا
ألسـت الـذي غذيتـني وهديتـني
ولا زلـــت مــنـانـا عــلــيّ ومـنــعــمـــا
عسى من له الإحسان يغفر زلتي
ويــستـر أوزاري و مــا قــد تـقـدمـــــا